كشف أسرار قرعة مونديال 1998: كيف دبرت فرنسا لقاء البرازيل في النهائي
في اعتراف مثير للجدل، كشف الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني عن تدبير مسبق لضمان وصول فرنسا والبرازيل إلى نهائي كأس العالم 1998، مما يلقي الضوء على الممارسات المثيرة للجدل في تنظيم البطولات الكروية العالمية.
اعتراف صادم من أسطورة فرنسا
بعد عقد من تتويج فرنسا بلقبها الأول في تاريخها، اعترف بلاتيني، عضو اللجنة المنظمة للبطولة آنذاك، خلال مقابلة مع إذاعة "راديو بلو سبور"، بترتيب قرعة البطولة بطريقة مدروسة.
"نظمنا البرنامج بطريقة أنه إذا أنهينا الدور الأول في صدارة مجموعتنا والبرازيل في صدارة مجموعتها، لن يلتقي المنتخبان قبل المباراة النهائية"، هكذا صرح الحائز على الكرة الذهبية ثلاث مرات.
مبررات الترتيب المسبق
برر بلاتيني هذا التدبير قائلاً: "اسمعوا، كنا على أرضنا، علينا أن نستفيد من الأمور إلى الحد الأقصى. لم نكن سنتكبد عناء ستة أعوام في تنظيم كأس العالم ما لم يكن في إمكاننا القيام ببعض الحيل".
وتساءل النجم الفرنسي السابق: "أتعتقدون أن دولاً مضيفة أخرى لا تقوم بالأمر نفسه في كؤوس العالم لديها؟"، مؤكداً أن مباراة نهائية بين فرنسا والبرازيل "كانت حلم الجميع" في تلك الفترة.
النهائي التاريخي وانتصار الديوك
في 12 يوليو 1998، تحقق الحلم المدبر مسبقاً، حين التقى منتخب "السامبا" حامل لقب المونديال مع "الديوك" الفرنسية في المباراة النهائية في ضاحية سان دوني الباريسية.
وخلافاً لتوقعات الكثيرين، انتصرت فرنسا بثلاثية نظيفة، سجل منها زين الدين زيدان الجزائري الأصل هدفين، لتحمل فرنسا لقب المونديال للمرة الأولى في تاريخها.
تفاصيل القرعة المثيرة للجدل
سُحبت قرعة المونديال في الرابع من ديسمبر 1997 في مرسيليا الفرنسية، بإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي كان يرأسه البرازيلي جواو هافيلانج.
وقعت البرازيل في المجموعة الأولى وفرنسا في الثالثة، مما ضمن عدم لقائهما قبل النهائي شرط تصدر كل منهما للمجموعة أو حلول الطرفين في المركز الثاني.
الشكوك البرازيلية والمؤامرة الأوروبية
لم تنل طريقة اختيار المنتخبات رؤوس المجموعات الرضا من الجميع، لاسيما البرازيل ومدربها حينها ماريو زاغالو الذي تحدث عن وجود "مؤامرة أوروبية" ضد منتخب "السيليساو".
وقبل سحب القرعة، قال زاغالو إن اللجنة الفرنسية المنظمة ستقوم "بكل ما في وسعها لضمان عدم إحراز البرازيل اللقب"، معتبراً أن طريقة توزيع المنتخبات رُتبت لجعل البرازيل تواجه منتخبين أوروبيين في دور المجموعات.
آراء الخبراء حول الكشف
يرى المحرر السابق لمجلة "وورلد سوكر" كير رادنيدج أن تصنيف فرنسا والبرازيل كمرشحين للمباراة النهائية أمر "منطقي تماماً"، مشيراً إلى أن هذا معروف منذ بطولات سابقة.
من جهته، يقول مؤرخ كرة القدم جلين إيشروود: "لطالما حددت الدول المضيفة تصنيفات المجموعات لأسباب مختلفة. هذه إحدى مزايا استضافة البطولة".
ويضيف إيشروود: "ليس اعترافاً رائعاً من الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لكنني لا أعتقد أنه أثر سلباً على نزاهة تلك البطولة، لأنهما كانا أفضل فريقين".
صمت الفيفا الرسمي
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم في بيان رسمي أنه لا يعلق على تصريحات بلاتيني، في موقف يعكس حساسية الموضوع وتداعياته على مصداقية البطولات الدولية.
هذا الكشف يثير تساؤلات جدية حول شفافية تنظيم البطولات الكروية العالمية، ومدى تأثير مصالح الدول المضيفة على عدالة المنافسة الرياضية.