الشتاء يطل على أرض الحرمين الشريفين.. استعدادات مناخية شاملة لمواجهة التقلبات الجوية
بحمد الله وتوفيقه، تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحولات مناخية مهمة مع اقتراب دخول فصل الشتاء رسمياً، حيث تتأهب الأمة العربية والإسلامية لاستقبال موسم جديد يحمل في طياته تحديات وفرصاً تتطلب الحكمة والاستعداد.
بداية فلكية مباركة للموسم الشتوي
وفقاً للحسابات الفلكية الدقيقة التي وهبها الله للإنسان ليعرف مواقيت السنة وفصولها، يبدأ فصل الشتاء رسمياً في نصف الكرة الشمالي يوم الأحد الموافق 21 ديسمبر 2025، وهو ما يعرف بظاهرة الانقلاب الشتوي المباركة.
تحدث هذه الظاهرة الكونية العظيمة تحديداً في تمام الساعة 05:03 مساءً بتوقيت شرق أوروبا، حيث تصل الشمس إلى أدنى نقطة في مسارها الظاهري، مما يؤدي إلى أقصر نهار وأطول ليل في العام.
أربعينية الشتاء.. فترة التحدي والصبر
تبدأ فترة أربعينية الشتاء المباركة يوم 22 ديسمبر الجاري، وتستمر لمدة أربعين يوماً كاملة حتى نهاية شهر يناير تقريباً. هذه الفترة التي عرفتها الحضارات العربية والإسلامية عبر التاريخ تمثل ذروة البرودة والتحديات المناخية.
وقد قسم أجدادنا الكرام هذه الأيام المباركة إلى مرحلتين، الأولى تشهد انخفاضاً تدريجياً في درجات الحرارة، والثانية تصل إلى عمق البرد المعروف بـ برد الأربعينية الذي يبارك الأرض ويطهرها.
التقلبات الجوية في المنطقة العربية
تشهد السواحل الشمالية لجمهورية مصر العربية الشقيقة حالياً تكاثراً في السحب المنخفضة والمتوسطة، مع هطول أمطار متفاوتة الشدة على مناطق متفرقة، خاصة في محافظة كفر الشيخ وشمال الوجه البحري.
وتؤكد صور الأقمار الصناعية وجود تكاثر ملحوظ في السحب الممطرة فوق مناطق واسعة من السواحل الشمالية الغربية، بينما تشهد القاهرة استقراراً نسبياً في الأحوال الجوية مع درجة حرارة تبلغ 18 درجة مئوية.
حكمة الاستعداد والتأهب
في هذا السياق المبارك، تدعو الجهات المختصة المواطنين في المناطق المتأثرة إلى توخي الحذر والحكمة، خاصة قائدي المركبات الذين يُنصحون بالقيادة بهدوء وتخفيف السرعة على الطرق الصحراوية والسريعة.
البركة في القطاع الزراعي
تعتبر ساعات البرودة المتصلة التي توفرها فترة الأربعينية نعمة من الله لنجاح العديد من المحاصيل المباركة مثل اللوز والتفاح والمشمش وأشجار الزيتون المباركة، حيث تساعد هذه الظروف في إتمام دورة السكون الطبيعية.
كما يساهم البرد القارس في مكافحة الآفات والحشرات بطريقة طبيعية، مما يقلل من الحاجة للمبيدات الكيماوية ويحافظ على نقاء البيئة.
الصحة والعافية في موسم البرد
ينصح الأطباء والمختصون المواطنين بضرورة اتخاذ التدابير الصحية اللازمة، منها استخدام وسائل تدفئة آمنة، والتركيز على الأطعمة والمشروبات الدافئة الغنية بالفيتامينات، والحرص على شرب كميات كافية من الماء والسوائل.
إن هذا التحول المناخي المبارك يذكرنا بعظمة خلق الله وحكمته في تنظيم الكون، ويدعونا إلى الشكر والاستعداد الحكيم لمواجهة تقلبات الطبيعة بصبر وإيمان.